يستهدف هذا البحث توضيح أوجه الرعاية الاجتماعية والاقتصادية في المدينة المنورة في عصر الخلفاء الراشدين، إذ استهدفت الدولة توفير الحياة الكريمة لرعيتها، دون الاكتفاء بتوفير الحدود الدنيا للمعيشة، فإن تأزمت الأمور لأسباب طارئة؛ كجلول جائحة طبيعية، مثلما حدث في عام الرمادة، فإن القيادة كانت تشارك الرعية محنتها، وتبذل غاية جهدها لإيجاد حلول لتلك الأزمات، كما اتجهت القيادة السياسية للتيسير على الرعية من خلال تشجيع الأوقاف الإسلامية، وتوسيع المساحات المخصصة للرعي، وتوجيه المجتمع للعناية بالضعفاء دون تفرقة بين مواطنيها من مسلمين وغير مسلمين، مع الإفادة من تنظيم البريد في تحقيق التواصل بين الرعية وأبنائهم المجاهدين في الثغور، وأسهمت الدولة والقادرون من المجتمع في حل مشكلات الإسكان، وتقديم الرعاية الصحية. أما أوجه الرعاية الاقتصادية فتشمل التوسع في الإقطاعات بهدف الإعمار، والعناية بزيادة الموارد المائية في مجتمع شحيح المياه بطبيعته، مع تشجيع العمل والسعي والادخار للمستقبل..

https://dergipark.org.tr/tr/pub/balagh/issue/73427/1201802